مدخل لاضطرابات التواصل
هل التواصل يعتمد علي اللغة؟ واذا كانت الإجابة بنعم، فهل الطفل الذي يبكي بسبب الجوع يتواصل بهذا الشكل مع الآخرين؟ وماذا عن حركة الرأس هل هي تواصل أم هي لغة؟ هل الحيوانات تتواصل أم البشر فقط ؟
علماء كتير حاولوا وضع اجابات قاطعة لكل الأشئلة السابقة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وذلك لانهم لم يتوصلوا إلي تعريف جامع، وكانت إجاباتهم عن التساؤلات السابقة متناقضة إلي حد ما، ولذلك فإن الصعوبة في وضع تعريف للتواصل يعكس تعقيد عملية التواصل، وهذا التعقيد يشمل علي تحديد اضطرابات التواصل.
التواصل أمر ضروري للبقاء الإجتماعي ولذلك هناك أهمية واضحه في دراسة عملية التواصل، وخصوصا في المجتمعات الحديثة، فبدون التواصل واللغة يعيش الشخص ككائن حي ولكنه يجد صعوبة في البقاء كشخص اجتماعي، وذلك لانه سوف يصبح غير قادر علي التفاعل مع من حوله وسيصبح أسير عالم من العزلة والصمت.
ونظرا لأن المجتمعات قد أصبحت أكثر تعقيداً وتنظيماً وتداخلاً أصبح التواصل الفعال هو الهدف الأساسي، لما للغة والتواصل من أهيمة كبيرة لتحقيق المهارات البشرية العليا، مثل : الأدب، والعلوم، والفنون. والأكثر أهمية هو أن اللغة والتواصل أصبحا ذا أهمية كبيرة في النجاح المهني، خاصة لأن المهن قد تطورت وتعقدت وتشبعت بشكل كبير.
مفهوم التواصل:
و يعد التواصل أعم وأشمل من اللغة، والكلام، والنطق، فالحيوانات تتواصل مع بعضها البعض، ومن ناحية أخري فإن تواصل الحيوانات في الغالب مميز ومقيد، لأنه يخدم الحاجه للبقاء، فالنحلة تتحرك بأشكال مختلفة لتنقل لباقي النحل معلومات عن مسافة، واتجاه وجود الرحيق، وجودته، وكميته، وأغلب الحيوانات التي تعيش في قطيع حينما تكتشف خطر ما، فإنها تحاول جاهدة أن تحذر باقي أفراد القطيع إما من خلال الصوت، أو الإيماءه، أو بطرائق أخري، فعلي الرغم من أن الحيوانات تتواصل فيما بينها، إلا إنه ليس لديها لغة شفهية يتواصلون بها.
و قد أوضحت الأبحاث أنه من الممكن تعليم التواصل الإجتماعي المحدود لبعض الحيوانات، وخصوصا الشمبانزي الذي يمكن أن يتعلم الكلمات في شكل إشارات يدوية، ويتعلم أيضا استخدام الرموز والصور البلاستيكية التي ترمز إلي الكلمات.
كما ا هذه الأبحاث لم توضح أن الحيوانات قادرة علي إعادة تجميع ما تعلمته لعمل رسائل مختلفة وهذا ما يفعله الإنسان عندما يقوم بتجميع الكلمات لعمل جملاً جديدة، كما أن الكائنات الحية غير البشرية غير قادرة علي اللغة المنطوقة.
التواصل هو تلك العملية التي تتضمن تبادل المعلومات، المشاعر، الأفكار والمعتقدات… بين البشر. ويتضمن التواصل كل من الوسائل اللفظية (اللغة المنطوقة، والمسموعة، والمكتوبة)، والوسائل غير اللفظية (كلغة الاشارة، وتهجئة الأصابع، وقراءة الشفاه التي يستخدمها الصم، ولغة برايل التي يستخدمها المكفوفين، وكذلك الإيماءات، وتعبيرات الوجه، لغة العيون، وحركات اليدين والرجلين… وغيرها).
كما ا هذه الأبحاث لم توضح أن الحيوانات قادرة علي إعادة تجميع ما تعلمته لعمل رسائل مختلفة وهذا ما يفعله الإنسان عندما يقوم بتجميع الكلمات لعمل جملاً جديدة، كما أن الكائنات الحية غير البشرية غير قادرة علي اللغة المنطوقة.
و يعتبر التواصل البشري أكثر تعقيداً من التواصل الذي يحدث بين الكائنات الأخري، فالإنسان يستطيع أن يتواصل بدون لغة باستخدام الرموز والإشارات و يستطيع أيضاً أن يتواصل من خلال اللغة المنطوقة، ومع ذلك فإن اللغة اللفظية تظل هي الوسيلة الأساسية للتواصل.
إنتشار إضطرابات التواصل:
من الصعب تخيل حجم مشكلة اضطرابات التواصل حتي نتعرف علي الإحصائيات المتاحة لتوضيح كم عدد اللذين يعانون من اضطرابات التواصل، ولكن للأسف لا توجد إجابة دقيقة لهذا السؤال لعدم وجود بحث واحد يركز علي جميع أنواع اضطرابات التواصل لدي المجتمع ككل، ولذلك فان كل ما يتعلق بإنتشار اضطرابات التواصل ابحاث و احصائيات غير نهائية، و يري أغلب الخبراء أن هذه الاضطرابات تنتشر بصورة لا يمكن توقعها، ففي الولايات المتحدة فقط علي سبيل المثال (22) مليون شخص يعاني من اضطرابات التواصل، كما ان اضطرابات التواصل تعد ثاني أعلي اضطراب لدي أطفال المدرسة بعد صعوبات التعلم.
وتنتشر اضطرابات التواصل بشكل كبير لدي الأطفال خاصة الأطفال ذوي الاعاقات، فأكثر من (26%) من الأطفال ذوي الإعاقة بشكل عام يعانون من اضطرابات التواصل وحوالي (40%) من الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، وحوالي (60%) من الأطفال ذوي الاعاقة الفكرية يعانون من ذلك الاضطراب.
مكونات عملية التواصل:
- مرسل.
- رسالة.
- مستقبل.
- تغذية راجعة.
ويمكننا التعرف علي تلك المكونات من خلال المثال التالي: عندما يقابل محمود صديقه في الشارع، ويقول له كيف حالك؟ يصبح محمود في هذه الحالة هو المرسل وعبارة "كيف حالك؟" هي الرسالة وصديقة هو المستقبل.
مستويات التواصل:
- المستوي الأول: المستوي الفني: والذي يتضمن كيفية تبادل الرموز بشكل دقيق.
- المستوي
الثاني: هو مستوي المعاني: والذي يتضمن كيفية استخدام الرموز بدقة للتعبير عن
المعني المقصود.
- المستوي الثالث: هو مستوي التفاعل: والذي يتضمن
كيفية استجابة المستقبل بدقة للهدف الذي يقصده المرسل.
ويختلف اهتمام كل منا بأحد المستويات الثلاثة
باختلاف نوع الدراسة والمهنة، اذ يهتم علماء السمع، وعلماء أمراض اللغة والكلام
ومهندسي الهواتف بالنقل الدقيق لأصوات الكلام (المستوي الأول)، بينما نجد أن
المعلمين والطيارين يهتموا بدقة المعني (المستوي الثاني) أما بالنسبة لرجال السياسة
فإنهم يهتمون بتأثير الرسالة (المستوي الثالث) وهكذا فكل مستوي يرتبط بالرسائل
اللفظية وغير اللفظية.
عشان تفهم أكتر عن اضطرابات التواصل اضغط هنا